مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 01:15:00 م

رمته زوجه أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع!  - الجزء السادس -
 رمته زوجه أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع!  - الجزء السادس - 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 
 تحدثنا في الجزء السابق  كيف أن فضول الطبيب فريدريك دفعه للبحث والتعمق أكثر في حالة جوزيف، حيث طلب منه أن يزوره بالمشفى ليجري له بعض الفحوصات لعلها تساعد اكتشاف السبب الذي غير شكله، وإيجاد العلاج له. 

وافق جوزيف على إجراء هذه الفحوصات

 ولكن برغم  المسافة القصيرة التي كان يمشيها من المسرح للمشفى، إلا أنه كان يرتدي ملابس واسعة وفضفاضة ويضع قناع خاص يخفي كل ملامح وجه وتشوهاته، وكان فيه فتحة صغيرة ليرى من خلالها بعينه اليسرى. 

كان رافض لفكرة أن يراه الناس يمشي في الشارع، فقد كان يعلم مسبقاً بأن ردة فعلهم ستكون سيئة. بدأ الطبيب جوزيف يجري الفحوصات على جوزيف، وتبين من تقاريره أن حالة جوزيف وصلت لمرحلة سيئة جداً، فقد أصبح حجم قطر رأسه٩١ سنتيمتر، تقريباً ضعف حجم رأس الأنسان العادي، وأيضاً أورام كبيرة وترهلات في معظم أنحاء جسده، والكثير منها أصبح لونه رمادي وتخرج منها رائحة مقززة، عدا عن |تشوهات العظام| في قدميه، وفي يده اليمنى وعموده الفقري وأيضاً جمجمته. 

بالرغم من الحالة السيئة التي وصل لها جوزيف، إلا أنه كان في أفضل حالاته المادية بعد أن اشتهر اسمه والعروض الكبيرة التي كان يقدمها، حتى من الناحية النفسية كان وضعه ممتاز فقد كان يستمتع بكونه محط أنظار الناس، فقد كان يعيش |حياة المشاهير|، لكن حتى هذه الحياة كانت على وشك أن تسلب منه وتتغير للأسوأ مرةً أخرى. 

 ففي نهاية القرن التاسع عشر، تم مهاجمة عروض المشوهين وغرباء الشكل على اعتبار أنها غير أخلاقية وإنسانية، وبأنها وسيلة مقززة للربح المادي، ومع مرور الوقت بدأت نظرة الناس تتغير اتجاه هذه العروض، وزاد الوعي لدى عامة الناس وطالبوا بإيقاف هذه العروض، وبدأت تختفي هذه العروض بسبب عدم تقبل الناس لها. 

توقف أغلب الناس عن حضور هذه العروض، وأصبحوا ينظرون نظرة سيئة لكل شخص يشارك بحضور مثل هذه العروض المسرحية، وكانت هذه نهاية عروض |الرجل الفيل| في لندن. 

  لكن جوزيف لم يسمح لليأس أن يدخل حياته

 ولم  يستسلم  لأمر منع العروض في لندن، وقرر هو وشريكه توم نورمان وفريقه أن يسافروا إلى أوروبا، محاولةً منهم للحصول على المال مرةً أخرى من جمهور جديد في مكان جديد، واتجهوا معاً نحو |بلجيكا| ولكن لسوء حظهم كان الرأي العام في الدول الأوروبية قد تغير حول هذا النوع من العروض. 

 وللأسف باءت رحلتهم بالفشل، والأسوأ أنه بعد عودتهم لإنكلترا وبسبب مصاريف الرحلة الباهظة والتي كانت بلا فائدة، قرر توم نورمان سرقة كل أموال جوزيف ورميه في الشارع. 

تخيل حالة جوزيف في ذلك الوقت

 حيث أنه عاد لنقطة البداية بل حتى أسوأ مما كان عليه، فلم يعد بإمكانه العودة إلى بيوت العمل، لأنه أصبح غير قادر على القيام بأي عمل بسبب تفاقم حالته الجسدية، حتى المشي كان يعتبر مهمة صعبة بالنسبة له. 

فماذا سيفعل جوزيف هذه المرة بعد أن أنهكه ذلك المرض وآلمته تصرفات من حوله؟ 

هل سيقاوم؟ 

سنتحدث عن ذلك في المرة القادمة والأخيرة. 

إقرأ المزيد .........

تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.